(فدوى طوقان)
نادني من آخِرِ الدّنيا تراها
سَبقت روحيَ جسمي لِهواها
عشقتكَ الروحُ..
مُذصِرتَ مُناها..
وَهَوَتكَ
النفسُ فاخضّرّت رباها
نادِني من آخِرِ الدّنيا سآتي
مّن تُرى يحجبُ عَني أُمنياتي
كلّ ما قد ضاعَ..
من عُمريَ آتِ
حينَ ألقاكَ ..سأبدأ بحياتي
نادني من آخِر الدنيا تراني
قبل أن يرتدّ طرفٌ بثواني
بينَ كفيكَ بثوبي الأقحواني
وبعطرٍ يَملأ العطرَ معاني
نادني من آخر الدّنيا سَأغدو
لكَ كالطيرِ ولن أأتيكَ أعدو
لاجناحٌ كجناحِ الشوقِ يبدو
لا ولا الأشواقُ بالأقدامِ تعدو
نادني.. لبيكَ أأتيكَ أنادي
كلّ ما قد خلقَ اللهُ بوادٍ
وحبيبي أنتَ مخلوقٌ بوادي
أنتَ من دونِ الورى
كلّ مُرادي
نادني اشتاقُ دوماً لندِاك
آه لو تعلم ماذا.. لو أراك
كلّما ألقاكَ..يُضنيني لِقاكْ
يعتريني الحزنُ خوفاً ..
من جَفاك ..
نادني ..
أجملُ من كلّ نداءْ
صوتُكَ الهابطُ..
من أعلى سماءْ
مثل صوتِ الوحيّ دوّى
في الفضاءْ
سَأٌلبي ..بخشوعٍ وانحناءْ
نادني أأتيكَ من كلّ طريقْ
بخيوطِ الليلِ أو ومضِ البريقْ
لِصدى غيرِكَ..
قلبي لن يُفيقْ
أِنْ يَكُن قد غطّ في نومِ عميق
أنتَ قلبي .. أنتَ عمري ..
أنت حُبّي ..
أنتَ بَعدَ اللهِ مَعبودي ورَبّي
أنتَ مَن يَكتُبُ أو يَشطُبُ..
أِحساني وذنبي..
نادني..من آخِر الدنيا ألبّي
.