ما هو الفرق بين بيعة يزيد وبيعة المالكي؟؟؟

انه لامر شائن ان نرى اكثر من ثلاثين مليون انسان ,يرزخون
في العبودية والشقاء واعناقهم تحت النير ,لايطيعون فقط بل
يخنعون,ولايساسون بل يمتهنون ,اموالهم ليست لهم ,واهلهم
ليس باهلهم ,وهم لايتحكمون بمصير نسائهم ولا اولادهم ,ولاحتى
مقدساتهم او تاريخهم او مستقبلهم ,يتعرضون كل يوم لاعمال
السلب والنهب والفجور,ليس من جيش او معسكر للمرتزقة
والبرابرة ,وانما على يد شخص واحد اسمه نوري المالكي.


وهذا المالكي ,ليس بهرقل روما,ولاشمشون ,بل هو من عملاء
امريكا ,وايران ,وهو من اشباه الرجال ,والاكثر مكرا وجبنا
وطمعا وغيلة في الامة ,لم يخبر رائحة البارود ,ولم يشارك
في انتفاضة واحدة ضد الانظمة السابقة ,ولا يملك القدرة على
قيادة الرجال ,بل انه ضعف عن انقاذ ارملة ,او رسم البسمة
على شفتي طفل يتيم ,بل انه جبن عن محاسبة سارق واحد
من زبانيته الذين عاثوا في الارض الفساد ,وطغوا في البلاد.


لو كان الشعب العراقي مكون من ثلاثة افراد ,او اربعة ,او
مائة,او مليون,ولم يستطيعوا الانتفاضة ضد شخص دكتاتوري
واحد ,لما قلنا ان هذا الشعب جبان ,ومتخاذل ,ورعديد,لكن
لو كان هذا الشعب يبلغ تعداده اكثر من ثلاثين مليون نسمة ,وهو
يعاني الامرين من هذا الدكتاتور ولاكثر من خمسة سنوات مضت,
يخضع لسطوته ,ويذل على ايدي زبانيته ,وتسرق منه
حريته وكرامته,وثروته ,فليس لنا الا ان نصف هذا الشعب بالجبن
والتخاذل ,والخنوع ,والذلة والمهانة,لاغير.


لنضرب مثلا نقرب فيه الصورة ,اليكم ,نفرض ان هناك طرفين
متنازعين على قطعة ارض ,وكل يدعي ان تلك القطعة ملكا شرعيا
له ,ولو اننا فرضنا ان كل طرف يتكون من الف شخص ,
وكل شخص يحمل بيديه خنجر ,واستوجب الامر ان ينشب قتال
فيما بينهم ,من يا ترى سوف يغلب ,ويستولي على الارض ,
هناك احتمال وارد ان ينتصر الطرف الذي لايعتبر المالك الحقيقي
للارض ,لكن الاحتمال الاقوى والاكبر انتصار المالك الشرعي
للارض ,لانه طرف يشعر بالارض ,ويعرف قيمتها ,اكثر من
الطرف الاخر ,الذي لايشعر بالارض ,ولايعرف قيمتها ,وبالتالي
فانه سوف لن يقاتل بمستوى ,وكفاءة الطرف الشرعي للارض.


اذن ما بالنا لو ان ثلاثين مليون شخص ,يملكون الارض ,
والنفط,والحضارة ,يجابهون شخصا واحدا ,لا يملك سوى سلطة
مؤقتة ,مع جواز سفر امريكي,مع البعض من الخدم والحشم ,
الذين يعيشون ككلاب البرية على فتات موائده ,ومخلفات سطوته,
وهم لايعدون المليون شخص وحسب,ونحن نعرف الفارق الكبير
بين الرقم ثلاثين والرقم واحد.


ربما قرأنا جميعا ,التاريخ,وبالذات معركة بدر,التي خاضها
المسلمون الاوائل ضد طواغيت قريش ,والتي شنها المسلمون
من اجل نصرة الله تعالى ,والدين,وتمكنوا من النصر والغلبة
رغم قلة عددهم ,ومؤنتهم ,حتى ان البعض منهم كان يقاتل
فرسان قريش بالعصي والحجارة ,هم لم يكونوا يمتلكون القوة
والقدرة ,لكن حبهم لله,ولرسوله ,جعل من كل شخص منهم
دبابة كبرى تسحق عظام الطغاة ,وتفرق شملهم ,وتذيقهم حرارة
الموت ,والثبور,لتنتصر المباديء على القوة,والحرية على
التسلط,والتحرر على العبودية,فكانت حقا معركة الفئة القليلة
المؤمنة ,ضد الفئة الكثيرة المضللة.


لكن ما يحصل اليوم وعلى مرأى منا كل يوم ,ان يقوم رجل
واحد,شخص واحد ,دكتاتور واحد ,باساءة معاملة ثلاثين مليون
شخص وثمانية عشر مدينة ,فيحرمها من حقوقها ,وحريتها,
وثرواتها ,دون ان يجد من يعارضه او يقف بوجهه ,او حتى
يذكره ,لهو حقا امر مخزي ,ومعيب ,ان دل على شيء فانه
يدل على امر واحد ,وهو الرضا ,والقبول ,والموافقة ,وبالتالي
فهي البيعة له ,والمعونة له ,وتشجيعه على الاستمرار بنهج
الاستبداد ,والتسلط ,اي ان الامر يعني ببساطة ,ان هذا الشعب
هو من يريد الخضوع ,والطاعة ,للمالكي,لانه بصراحة هو من
انتخب المالكي ,واشباه المالكي,وليس غيره ,اي ليس الشعب
الايراني ,وليس الشعب الهندي ,وليس الشعب التركي بتاتا.


كان سكوت الناس عن دعوة الامام الحسين عليه السلام ,وعدم
الاستجابة لنصرته ,وخوض معركة الطف الى جنبه ,ضد جيوش
يزيد ,لاتعني سوى امرا واحدا لاغير ,وهو نكث البيعة عن الامام
عليه السلام ,واطلاقها لسلطة يزيد ,فالمعركة لاتقبل القسمة على
اثنين ,اما مع الحسين عليه السلام ,واما مع يزيد ,اما الذين
وقفوا على التل ,ورفعوا شعار مالنا وحرب السلاطين ,بظنية
ان الحسين عليه السلام ,ويزيد ,كانا يتصارعان على الكرسي ,
والسلطة ,والثروة ,فهم في الواقع مع يزيد ,لان الحسين عليه
السلام ,كان وما زال يمثل جبهة الحق ,والحقيقة ,وكل من تخلف
عن دعم هذه الجبهة ,بنفسه ,وماله ,فهو متخاذل ,وعميل ,
لجبهة الباطل ,سواء كان في جبهة يزيد ,او وقف على التل
يتفرج,لمن تكون الغلبة ,فيعلن ولاءه ,للغالب .


العراق اليوم ,يذبح ,ويسلب ,وتسبى نساؤه ,وتجوع اطفاله,
وتحرق خيامه ,على يدي المالكي-يزيد عصره-وحاشيته من
الوزراء ,واعضاء البرلمان ,واعضاء المحكمة الاتحادية ,
واعضاء هيئة النزاهة ,ومؤسسات الاعلام الفاسدة,والمرتشية ,
والشعب ,يرضخ ,ويخنع ,ويتفرج ,دون ان يحرك ساكنا,
وكانه ينتظر ,شيئا غيبيا ,وهذه هي المبايعة الحقيقية للمالكي ,
الذي لايجد افضل من ذلك السكوت والخنوع ,والرضا ,من جانب
الشعب ,وكانه يقول له وبالقلم العريض (اقض ما انت قاض ,
فنحن هاهنا قاعدون),ساكتون ,وراضون ,يكفينا رغيف خبز ,
وكاس خمر ,وطز( بالوطن ,والقيم ,والمباديء).

انا لله وانا اليه راجعون؟؟؟