سؤال طالما شغل أذهان الكثيرين من هو الذي يفجر الناس بهذا الأسلوب الدموي الغير مسبوق ..
الانفجارات بالمفخخات تستهدف الناس الأبرياء وفي اغلب الأحيان في المناطق الفقيرة من العراق ..
وخاصة في العاصمة بغداد ..
فيذهب نتيجة التفجيرات الإجرامية والإرهابية العشرات وربما المئات في كل تفجير فتحصد الأرواح وتزهقها في أقبح صور البربرية والهمجية والحقد ..
فمع كل تفجير يزداد عدد الأيتام والأرامل والمشردين وكذلك تتوسع المقابر قرب دهليز السيستاني الخائن ..وهو لا يحفل بكل هذه الأمور فالمهم اتساع مؤسساته ومافاياته الفاسدة على حساب الفقر المدقع والخراب المادي والمعنوي الذي أصاب الشعب العراقي ..
فقد شاهدنا عشرات التفجيرات التي استهدفت المواطنين الآمنين وخاصة في العاصمة بغداد بعد إجراء الانتخابات البرلمانية في عام 2010 ..وحتى أطلق على هذه التفجيرات الهائلة على اسم اليوم الذي حدث فيه التفجير مثل تفجيرات الأربعاء الدامي والثلاثاء والأحد وهكذا .
وذلك على خلفية الخلاف الحاد على منصب رئيس الوزراء بين الكتل السياسية التي فازت بالانتخابات..
واستمرت التفجيرات ولم تتوقف حاصدة أرواح المئات من المواطنين الأبرياء ..
وهذا واضح ولا لبس فيه هو كل كتلة تضغط على الأخرى بواسطة أسلوب القتل وإشاعة الهلع والخوف والموت في أرجاء البلد ..
من اجل أن يكون منصب رئاسة الوزراء لها فكل كتله تستعمل الإرهاب بواسطة فرق الموت التابعة لها وهذا الكلام ليس تجني بل هو حقيقة واقعة قد أثبتتها الأحداث وكذلك الوثائق التي تم تسريبها وخاصة وثائق ويكي ليكس ..
حيث أكدت هذه الوثائق أن رئيس الوزراء المالكي زعيم لفرقة من فرق الموت ولديه أيضا فرقة مرتبطة بمكتبه مهمتها اعتقال المواطنين وتعذيبهم وقتلهم واغتصابهم ويمارسون معهم كل ما هو غير أخلاقي وانتهاكات خارجه عن المألوف ..
وبعد أن تم الاتفاق لتشكيل الحكومة بالمحاصصة الطائفية واتفق المالكي وعلاوي العميل اثر صفقة بين الجانبين تم فيها تقسيم الكعكة العراقية الغنية بالدسوم والفيتامينات والشحوم والنفط والشفط ..
وبعد الاتفاق تنازلت موجة التفجيرات وانحسرت ولم تشهد الساحة العراقية أية تفجيرات مهمة وخاصة في الأشهر التي أعقبت الاتفاق
ولكن بقيت وزارتي الدفاع والداخلية لم يحسم أمرها وحاول المالكي وحزبه الاستيلاء عليها من خلال الحراك السياسي والاتفاقات مع الدول الإقليمية المجاورة وخاصة إيران ..
ولكن الكتل الأخرى غير راضية ولم يعجبها أنها خرجت مفلسة وعادت بخفي حنين من تلك الوزارتين السياديتين ولم يعجبها أيضا استيلاء المالكي عليها والمالكي أيضا لا يقبل بغير تلك الوزارتين ولذلك وضعها تحت تصرفه مؤقتا لحين أن يجد من يستوزرها من أتباعه ..
بذلك فاشتعلت بغداد مرة أخرى بحرائق الموت الدموي مثل كرة الثلج تكبر وتتسع كلما تدحرجت ..
وما رأيناه في التفجير الإجرامي في مدينة الشعلة شمال غرب بغداد لهو أوضح مصداق على ما قلنا ..
وذكرت الأنباء اليوم إن عمار الحكيم رئيس ما يسمى بالمجلس الأعلى الإسلامي قابل المالكي للبحث في آلية السيطرة على الوزارتين المذكورتين .
خاصة بعد تفجير الشعلة وما تبعه من تظاهرات واشتباكات بين المواطنين الغاضبين والشرطة العراقية .
فالذي حدث أرعب عمار ومن ورائه اطلاعات الإيرانية خوفا من انفلات الوضع واشتداد غضبة الجماهير وخاصة ما يلف المنطقة برمتها من أحداث ومظاهرات حاشدة ضد الأنظمة الدكتاتورية ..
واعتقد إن الجواب قد يكون اتضح الآن على سؤالنا الأول وهو من يقوم بالتفجيرات ومن ينفذها إنها نفس الكتل المتصارعة فهي أي التفجيرات تتصاعد كلما تصاعدت حدة الخلافات بينها وتنحسر عندما يقومون بالاتفاق فيما بينهم بعد أن يقوموا بتوزيع المناصب والمكتسبات والمسؤوليات ومن ورائها المنافع والمليارات ..
بقلم \\ الطاووس
منقول ...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]